عربية ودولية

تعاون أنقرة وتل أبيب يرقى إلى مرتبة العلاقات الاستراتيجيةوالخلافات بين الطرفين شكلية

يمنات – وكالات

صفقة أسلحة إسرائيلية لتركيا تنهي الجفوة الظاهرية بين أنقرة وتل أبيب وتؤكد عمليا صحة التحليلات التي تذهب إلى أن الخلافات بين الطرفين شكلية، وأن ما بينهما من تعاون يرقى إلى مرتبة العلاقات الاستراتيجية التي لا يمكن أن تؤثر فيها أحداث عابرة.

زوّدت إسرائيل تركيا بأجهزة عسكرية إلكترونية متطوّرة من شأنها تحسين قدرات طائرات الإنذار في سلاح الجو التركي، وذلك في أول صفقة بين الدولتين منذ أحداث "أسطول الحرية" لكسر الحصار عن غزة في مايو من العام 2010 والتي أدّت إلى ما اعتبر "تدهورا" في العلاقات بين الدولتين.

وتعطي الصفقة صدقية لتحاليل مراقبين كثيرا ما رددوا أن الخلافات بين أنقرة وتل أبيب شكلية، ويعمل بعض القادة الإسلاميين الأتراك على رأسهم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان على تضخيمها لكسب تعاطف الشارع العربي والإسلامي، وأن ما بين تركيا وإسرائيل من تعاون يرقى إلى مرتبة العلاقات الاستراتيجية التي لا يمكن أن تؤثر فيها أحداث عابرة.

ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة الإسرائيلية هآرتس أمس، عن مسؤول كبير في جهاز الأمن الإسرائيلي تأكيده على إتمام هذه الصفقة بين إسرائيل وتركيا خلال الأيام الأخيرة، والتي زوّدت تل أبيب بموجبها أنقرة بأجهزة عسكرية إلكترونية متطوّرة من شأنها تحسين قدرات طائرات الإنذار في سلاح الجو التركي بشكل كبير.

ووفقا للصحيفة، فإن إسرائيل زوّدت تركيا "بمنظومات قتالية إلكترونية" من صنع شركة ألتا التابعة للصناعات الجوية العسكرية الإسرائيلية، وأن شركة بوينغ الأميركية هي التي طلبت هذه الأجهزة لصالح سلاح الجو التركي.

وكانت شركة بوينغ قد وقّعت منتصف العقد الماضي، عقداً ينص على تزويد تركيا بـ4 طائرات إنذار ومراقبة جوية جديدة من طراز أواكس، التي تحمل رادارات على طائرات مسافرين من طراز بوينغ 737 بعد تحويلها لاستخدام عسكري.

وفي إطار هذه الصفقة أبرمت بوينغ اتفاقا مع شركة ألتا الإسرائيلية بتزويد الأجهزة الإلكترونية المتطورة لصالح الطائرات التركية، وبلغ حجم هذه الصفقة 200 مليون دولار.

وقالت هآرتس إن بوينغ سلّمت طائرات الأواكس إلى تركيا قبل 3 سنوات، ودخلت في مجال خدمتها العسكرية، وإن من شأن تركيب المنظومات القتالية الإلكترونية من صنع إسرائيل أن تحسّن قدرات الطائرات التركية الـ4 بشكل كبير، وتمكّنها من مواجهة منظومات دفاعية جوية متطوّرة.

وأضافت الصحيفة أنه كان متفقا بين إسرائيل وتركيا أن تحصل الأخيرة على هذه المنظومات في العام 2011، ولكن في أعقاب الأزمة بين الدولتين، التي وصلت حد سحب السفراء، وبسبب التقارب بين تركيا وحركة حماس وإيران، قرّر جهاز الأمن الإسرائيلي وقف كافة الصفقات الأمنية بين إسرائيل وتركيا.

وأدّى هذا القرار الإسرائيلي إلى وقف مشروع تزويد أجهزة مراقبة جوية لطائرات سلاح الجو التركي من طراز أف 16 والتي طورتها شركتا ألتا وإلبيت الإسرائيليتين، ووقف تزويد المنظومات المقاتلة لطائرات أواكس.

وزوّدت إسرائيل تركيا في الماضي، من خلال صفقات بين الجانبين، منظومات عسكرية عديدة ومتنوعة، وبضمنها تحسين قدرات دبابات تركية من طراز بيتون، وعشرات طائرات الاستطلاع الصغيرة من دون طيّار من طراز هارون.

وقالت الصحيفة إنه بسبب التزام بوينغ بتزويد طائرات الأواكس التركية بالمنظومات المقاتلة الإلكترونية الإسرائيلية، وعلى إثر رفض إسرائيل تنفيذ الصفقة بسبب الأزمة مع تركيا، تمّت ممارسة ضغوط كبيرة من جانب جهات في الإدارة الأميركية على أعلى المستويات الإسرائيلية من أجل إتمام الصفقة.

زر الذهاب إلى الأعلى